You are here

سباق إيفريست

Mike Hedge

في أحد الأيام احتلت صورة الفرس المرشحة لنيل لقب أفضل خيل سباق العالم "وينكس" الصفحة الأولى، وبعدها مباشرة تغطية لسباق وحيد – ذا ايفريست.

لكن ما أن يقام السباق، حتى يصبح جزءا من تاريخ سباقات الخيل.

لا يوجد مكان في العالم تشغل فيه سباقات الخيل حيزا من الاهتمام القومي كما هو الحال في استراليا.

في استراليا، فإن سباقات الخيل أكثر من مجرد رياضة. إنها هواية وطنيه وجزء من التراث.

بدأت سباقات الخيل هناك عقب فترة وجيزة من الاستيطان الأوروبي هناك في أواخر القرن الثامن عشر.

ومع ظهور المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، كانت دائما تضم عنصرين من "الأساسيات": بار وميدان سباق.

في بعض الحالات، هناك العديد منها. وعلى سبيل المثال، يوجد في ملبورن وسيدني أربعة ميادين سباق داخل حدودهما البلدية - أكثر من أي مدينة أخرى في العالم.

على أحد تلك الميادين وتحديدا في - راندويك ، في سيدني - يقام أغنى سباق للخيول في أستراليا وأغنى السباقات العالمية على العشب، سباق ذا ايفريست، يوم السبت 13 أكتوبر.

يحمل السباق جائزة مالية لا تقل عن 13 مليون دولار أسترالي، ويستقطب نخبة منتقاة تضم 12 خيلا، بما في ذلك ممثلين من أكبر اسطبلين في العالم وهما جودلفين وكولمور.

يعرض سباق ايفريست، الذي أقيم للمرة الأولى عام 2017، 12 فرصة للمشاركة، والتي يمكن شراء كل منها مقابل 1.8 مليون دولار. هذا يتيح للمالك الفرصة لثلاث سنوات ويوفر خيار له المشاركة بجواده الخاص أو دعوة مالك آخر للمشاركة في ذلك الشاغر ويتقاسمان أية عوائد قد تأتي من تلك المشاركة.

أما في حالة جودلفين، فقد عرضت فرصة المشاركة بالسباق والتي يملكها نادي استراليا لسباق الخيل، الى نجم السرعة الصاعد في الفريق الأزرق "أوسبورن بولز".

وكما فعلت "وينكس"، من خلال سلسلة انتصارات البالغة 28 فوزا على التوالي، وأيضا "بلاك كافيار" و"فار لاب" قبل ذلك وكأس ملبورن، فإن سباق ذا ايفريست اثار اهتمام المجتمع بشكل أوسع.

وفي استراليا يمكن القول بأن قطاعا كبيرا من السكان يستثمرون في سباقات الخيل أكثر من أي مكان آخر في العالم.

هناك أكثر من 80,000 استرالي يشاركون بخيول مملوكة لهم شخصيا في السباقات، و29,000 آخرين يملكون الخيول جماعيا كأعضاء في نقابات – من جملة العدد الكلي للسكان البالغ 25 مليون نسمة.

أحد أسباب ذلك هو أنه ليس في أي مكان آخر في العالم تتم مكافأة تلك الاستثمارات من حيث العائد كما هو الحال في استراليا.

في موسم 2016-17، تم دفع مبلغ 671 مليون دولار استرالي كجوائز مالية لملاك خيول السباق الاستراليين – وهو رقم كبير تتجاوزه فقط الولايات المتحدة واليابان.

ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن 101 من أصل 482 سباق من الفئة الأولى تقام في العالم كل عام، تحمل جوائز مالية تفوق قيمتها مليون دولار أسترالي. ومن بينها يوجد 27 سباقا في أستراليا.

لا يعني ذلك أن أستراليا هي أعظم أمة لسباق الخيل على وجه الأرض، لكن لديها الخيول والشعب والمرافق والرغبة والطاقة والشغف بالسباقات أكثر من أي مكان آخر.

هذا هو السبب في وجود سباق مثل ايفرست.