You are here

عظماء جودلفين: "فانتاستك لايت" الرحالة العالمي الأصلي

"فانتاستك لايت" كان أحد الرحالة العالميين الأصليين لجودلفين؛ إذ شارك بسباقات في سبع دول وكسب سباقات من الفئة الأولى في خمسة منها، وكفحل تنقل عبر العالم بين ثلاث قارات، وانتسب له فائزون بأكثر من 2000 سباق قبل ان يعتزل.

وبصفته فائزاً بلقب حصان العام في أوروبا، وبطولة الخيول المسنة في أوروبا والولايات المتحدة، ومرتين بسلسلة بطولة طيران الامارات العالمية للسباقات، فاز في ستة سباقات على المستوى الأعلى، وهو رقم لم يتجاوزه بعد أي خيل آخر منتسب لجودلفين.

وُلد "فانتاستك لايت" في 13 فبراير 1996 وتربى في مزرعة غينزبرا العائدة للراحل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بالولايات المتحدة، وركض بشعاره في عمر السنتين والثلاث سنوات، وكذلك في أول مشاركة في عمر أربع سنوات حينما كان يدربه مايكل ستاوت.

 حقق فوزه الأول من أول مشاركة في سانداون في أغسطس 1998، وكان فوزه مفاجئاً لأربابه، حيث اندفع فجأة، وتبوأ الصدارة في آخر فيرلونغ وسجل فوزاً بفارق آخذ في التوسع من الجواد المرموق "سيكني" الذي حمل الشعار الأول لاسطبلات غينزبرا.

وأردف ذلك الفوز بفوز آخر في وقت لاحق من ذلك الشهر في نفس المضمار، وهذه المرة على مسافة الميل.

 وعاود "فانتاستك لايت" الظهور في عمر الثلاث سنوات بسباق كلاسيك تريال ستيكس ج3 في سانداون أيضاً في أبريل 1999.

 بعد أن أخفق في التألق بالسباق التحضيري لسباق لينغفيلد داربي، اتجه الى مهرجان رويال آسكوت حيث خسر بفارق رأس بسباق برنس أوف ويلز ستيكس.

 في ذلك العام أضاف الى رصيده فوزين بالسباقات المصنفة شملا سباق غريت فولتجر ج2 في يورك، وآرك تريال في نيوبري، حيث تغلب على بطل الداربي "هاي رايز".

 ثم عاد للسباقات في عمر أربع سنوات مفتتحاً موسمه بالفوز بفارق ثلاثة أطوال بسباق دبي شيما كلاسيك (الآن جروب 1) وبعدها تم تحويله الى جودلفين بإشراف سعيد بن سرور.

 بعد ان حل بالميزان في سباق كينغ جورج السادس والملكة اليزابيث ستيكس في آسكوت ج1 في يوليو، لم يحقق فوزه التالي إلا في سبتمبر من ذلك العام.

في بيلمونت بارك بضواحي نيو يورك سيتي، حقق "فانتاستك لايت" الفوز بسباق مان اوار ستيكس، الذي يحمل اسم أحد أعظم الخيول والذي فاز به سابقاً الأسطورة "سكرتاريات".

 المحطة التالية في الجولة العالمية للجواد "فانتاستك لايت" كانت اليابان حيث حل بالمركز الثالث بالسباق الرفيع كأس اليابان ج1.

 ومنها الى هونغ كونغ حيث حقق الفوز بسباق هونغ كونغ كب ج1، أحد السباقات المرموقة في موسم هونغ كونغ بأكمله.

 واستهل العام 2001 بمحاولة تسجيل فوز ثان على التوالي بسباق دبي شيما كلاسيك، وخسر بفارق ضئيل من الغازي الياباني "ستاي غولد".

 وعاد الى أوروبا مسجلاً فوزين سريعين متتاليين بالفئة الأولى أولهما بسباق تترسولس غولد كب في ذي كرا متقدماً على "غولدن سنيك" بسهولة مما يشير اليه الفارق بالغ رقبة.

ثم اتجه الى مهرجان رويال آسكوت محسناً موقعه في العام الماضي مسجلاً الفوز بسباق برينس أوف ويلز ستيكس (أيضا ترفع الآن الى جروب 1).

 ذلك السباق وُصف بأنه سباق الأسبوع، وفيه جسد "فانتاستك لايت" تسارعه الرائع، ليس مرة واحدة بل مرتين حيث توجب عليه التغلب على تحدي مسار غير سالك في آخر 2 فيرلونغ قبل ان ينفصل عن المجموعة محققاً الفوز بفارق 2.5 طول.

 في يوليو 2001، عاد "فانتاستك لايت" الى آسكوت لسباق كينغ جورج ج1، وكان بلا شك أقسى امتحان في سيرته بالسباقات حتى تلك اللحظة لدى محاولته تحسين النتيجة التي خرج بها في العام الماضي.

 لأول مرة، توجب عليه التغلب على الفائز باثنين من سباقات الداربي، وهو الحصان الذي ارتبط اسمه الآن بالتميز في السباقات "غاليليو".

 في ذلك اليوم لم يحقق "فانتاستك لايت" أفضل من المركز الثاني، وظهر من التحليل الذي أجري له عقب السباق انه "بذل مجهوداً خارقاً" وكان الجواد الذي شكّل تحديا جديّاً لـ "غاليليو"، وهذا ما فتح الطريق لمواجهة ثأرية بينهما ...

 ذلك السباق، كان النسخة التي كان الترقبات فيها الأعلى في تاريخ سباق ايريش شامبيون ستيكس، ومنذ ذلك الحين وصفته مؤسسة تايم فورم بأنه أحد أبرز السباقات في الألفية الثانية، وتحول الى معركة حقيقية بين عملاقين.

 كل من كان محظوظاً بمشاهدة السباق في ذلك اليوم سيخبرك عن السبب. وبينما شهدت المراحل الأولى من السباق تقدماً لأرنبي السباق لكل من المتنافسين البارزين، بدأت المعركة الحقيقية مجدداً بين النجمين بمجرد دخول المسار المستقيم.

 دخل "فانتاستك لايت" و"غاليليو" في مواجهة ثنائية حادة في آخر 2 فيرلونغ، ولكن "فانتاستك لايت" لم يكن مستعداً للخسارة، وتقدم بفارق رأس في مواجهة ثنائية مثيرة اختتمها التقدم بفارق رأس، ووصفت صحيفة ريسنغ بوست السباق بعبارة: "معركة بطولية حقيقية جديرة بالبقاء في الذاكرة كأروع سباق بين جوادين مميزين."

 تلك كانت المواجهة الأخيرة التي جمعت بينهما حيث اتجه كلاهما الى الولايات المتحدة للمنافسة في حفل بريدرز كب، وبينما لم يوفق "غاليلو" في محاولته الفوز بسباق الكلاسيك، أنهى "فانتاستك لايت" سيرته الممتازة في السباقات بالأسلوب الأنسب.

 سباق بريدرز كب تيرف ج1 في بيلمونت بارك كان مسرحاً مميزاً لاعتزال "فانتاستك لايت"، وقدم دوره على النحو الأمثل، وكان محافظاً على اندفاعه لدى التفاف المجموعة باتجاه المسار المستقيم، وانطلق بعيداً في المقدمة، بل ولم يستطع الجواد الذي اختتم المنافسة بسرعة "ميلان" من الاقتراب منه بأقصر من ثلاثة أرباع الطول، وسجل زمناً قياسياً بلغ 2 دقيقة و24.2 ثانية.

 بعدها اعتزل "فانتاستك لايت" السباقات واتجه الى الإنتاج في مزرعة دلهام هول في نيوماركت.

 وكانت سيرته في مزارع الإنتاج شبيهة بسيرته في غزو السباقات العالمية، حيث وقف فحلاً لدى دارلي في كل من المملكة المتحدة واليابان وأستراليا، وبينما لم يستطع مضاهاة إنجازاته في عالم السباقات، نجح في تخريج فائزين بأكثر من 2000 سباق.

 كما نجح في وضع بصمة كفحل أب لأفراس الإنتاج ومن ذلك حفيده الأسترالي "ييس ييس ييس" الفائز في نسخة العام 2019 من سباق ذا ايفريست، وفي أوروبا أنتجت ابنته "ديامانتغوتن" المهرة "ديامانتا" الفائزة العام الماضي بالأوكس الألماني ج1.

 واعتزل "فانتاستك لايت" مهام الإنتاج في العام 2011.

 وقال ليام اروك، مدير المزارع والفحول والإنتاج: "كان "فانتاستك لايت" رمزاً سامقاً طوال سيرته في السباقات وسجل الفوز في ستة من سباقات الفئة الأولى، وهو رقم لم يتجاوزه خيل آخر منتسب لجودلفين.

 "ويواصل الاستمتاع بحياته التقاعدية في دلهام هول مقيماً في جناح الفحول، متنعماً بالخروج الى المرعى في كل يوم وما زال يبدو في صحة طيبة في عمر 24 عاماً."

ومن اللائق أنه وبعد سيرته العالمية، عاد "فانتاستك لايت" الى مقر السباقات في دلهام هول الى جانب ثلة من الخيول الأعلام في قائمة فحول دارلي من أمثال "دباوي" و"غولدن هورن" و"تو دارن هوت".