You are here

عظماء جودلفين: "دبي ملينيوم" أعظمهم

إن كان هناك خيل تبدو عليه "ملامح الصقر"، فهو المهر الجميل ابن الفحل "سيكنغ ذا غولد" الذي دربه ديفيد لودر لمالكه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وُلد "دبي ملينيوم" في مزرعة دلهام هول في 1996، واسترعى الجواد الرائع الأنظار منذ مرحلة مبكرة، وكان اسمه في الأصل "يعذر" وتعني الغزال الأبيض، وحصل على اسمه الأسطوري الحالي بعد أن تم التعرف عليه كواحد من أكثر الخيول الواعدة في ذلك العام، إن لم يكن على مدار التاريخ.

وتولى ديفيد لودر تدريبه في سن الناشئين، وشارك مرة واحدة فقط في عمر السنتين قدم فيها أداء لا ينسى حيث كسب مشاركته الأولى على مسافة الميل في يارموث بخمسة أطوال برغم تهدئته في المراحل الختامية.

بعدها انتقل "دبي ملينيوم" الى جودلفين واسطبل سعيد بن سرور، واستهل مشاركاته في عمر الثلاث سنوات في مطلع مايو، وحقق فوزا كاسحا بفارق 9 أطوال في سباق كونديشنس في دونكاستر، وعاد بسرعة بعد 15 يوما وحقق فوزه الأول بالسباقات المصنفة منطلقا من المركز الأخير الى الأول بسباق بريدومنيت ستيكس في غودوود بفارق 3.5 أطوال.

وسمح له بأخذ فرصته في الداربي، ولم تمض الأمور لصالحه في ذلك اليوم، وأصبح ذلك اليوم خسارته الوحيدة فقط خلال سيرته المتوهجة.

واستعاد التألق بسباق بري اوجين ادم ج2 قبل تحقيق فوزه الأول بالفئة الأولى بسباق بري جاك لو مروا في دوفيل، متقدما على الجواد الذي انتمى لاحقا لجودلفين والفائز من قبل بالفئة الأولى "سليكلي".

وأنهى "دبي ملينيوم" موسمه بفوز كاسح بفارق ستة أطوال بسباق كوين اليزابيث ستيكس في آسكوت، وغادر لقضاء الشتاء في دبي على أمل كبير بأن يفي بالوعد الذي ينتظره.

ومع بدء الألفية الجديدة، بدأ "دبي ملينيوم" تحضيراته للسباق الذي اختير له قبل سنتين – كأس دبي العالمي 2000.

في أول مشاركة له في ند الشبا، حقق الفوز بفارق 4.5 أطوال دون عناء في تحدي آل مكتوم ليستد، وأكمل به الاستعداد للسباق الأغنى في العالم بعد أسابيع قليلة.

في الأمسية الكبرى، قدّم "دبي ملينيوم" الأداء الأروع منتزعا الصدارة بعد أول فيرلونغ، وانطلق بعيدا بشكل متزايد عن منافسيه في المسار المستقيم منهيا السباق بفوز بفارق ستة أطوال، وتقدم صاحب المركز الثاني "بهرينز" بفارق خمسة أطوال عن بقية المجموعة، وكان أداء مدهشا حقا حطم به الزمن القياسي بحوالي نصف ثانية.

ثم عاد "دبي ملينيوم" الى أوروبا، وبأسلوبه المعتاد للهجوم من المقدمة ليتغلب على منافسيه بسباق برنس أوف ويلز ستيكس ج1 في رويال آسكوت بما لا يقل عن ثمانية أطوال.

وللأسف كان ذلك الفوز آخر ظهور له في السباقات بعد ان تعرض لإصابة خطيرة في التدريبات استلزمت إعادته الى مسقط رأسه لبدء سيرته الجديدة كفحل في دلهام هول.

واعتزل السباقات بتصنيف تايم فورم قدره 140، وهو الأعلى منذ "دانسنغ بريف"، وثامن أعلى تصنيف منذ انشاء المنظمة.

وكان مفجعا رحيله في أبريل 2001 بعد ان تعرض لمرض تسمم العشب، وبرغم الجهود المبذولة من فريق الخبراء البيطريين، لم تنجح محاولات انقاذ حياته.

غير ان إرثه تواصل من خلال مجوعة صغيرة قوامها 56 فلوا من بينهم الرمز الساطع "دباوي".

بعد ان اقتفى أثر والده بالفوز في بري جاك ل مروا ج1، وفاز من قبل في ناشونال ستيكس ج1 في عمر السنتين، والغينيز الايرلندي في وقت مبكر من ذلك العام، انتقل "دباوي" لمباشرة مهام الإنتاج في دلهام هول، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد أنجح الفحول في العالم – وهذا ما كان مأثرة ملائمة لوالده المتميز.

إرث "دبي ملينيوم" يتواصل اليوم من خلال الأحفاد ومن بيهم "نايت أوف ثندر" الذي استهل موسمه في الإنتاج بشكل أفضل من "دباوي"، وبينما تصدر "هنترس لايت" قائمة الفحول الجديدة في موسمها الأول بفرنسا العام الماضي، كان افراد الجيل الأول من أبناء "بوستبوند" (مواليد 2019) سلعة مرغوبة في مزادات الخيول، وفي غضون ذلك استقطب "تو دارن هوت" اهتمام المربين الذين أرسلوا أفراسهم اليه في موسمه الأول في مزرعة دلهام هول.